responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبصرة نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 2  صفحه : 271
سَجْعٌ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تبور}
كَانُوا يَقُومُونَ الدَّيْجُورَ، بِبُكَاءٍ مَطْرُودٍ مَهْجُورٍ، وَرَعْدُ قُلُوبِهِمْ مُقْلِقٌ زَجُورٌ، فَامْتَلأَتْ بِالْخَيْرَاتِ الْحُجُورُ {يَرْجُونَ تجارة لن تبور} .
رَفَضُوا الدُّنْيَا شُغُلا عَنِ الزِّينَةِ، وَأَذَلُّوا نُفُوسَهُمْ فعادت مسكينة، وعلموا أن الدنيا سفينة فتهيأوا للعبور {يرجون تجارة لن تبور} .
يُؤْثِرُونَ بِالطَّعَامِ وَيُؤْثِرُونَ الصِّيَامَ، وَيَأْمُلُونَ فَضْلَ الإِنْعَامِ، فَمَا كَانَتْ إِلا أَيَّامٌ حَتَّى اخْضَرَّتِ الْبُذُورُ {يرجون تجارة لن تبور} بَعَثُوا الأَمْوَالَ الْحَبِيبَةَ إِلَى بِلادِ الْبَعْثِ الْغَرِيبَةِ، فَإِذَا الأَرْبَاحُ عَنْ قَرِيبٍ قَرِيبَةٌ، وَعَلَى هَذَا التجارة تدور {يرجون تجارة لن تبور} .
الْعَلِيلُ عَليِلٌ، وَالأَنِينُ طَوِيلٌ، وَالْعُيُونُ تَسِيلُ، وَمَا مضى إلا القليل حتى فرح الصبور {ترجون تجارة لن تبور} .
يَقِفُونَ وُقُوفَ مِسْكِينٍ، وَيَذِلُّونَ ذُلَّ مُسْتَكِينٍ، فَنَالُوا الْمَقَامَ الأَمِينَ، وَانْشَعَبَ قَلْبُ الْحَزِينِ بِأَكْمَلِ الْحُبُورِ {ترجون تجارة لن تبور} سَلِيمُهُمْ كَالسَّلِيمِ، وَحُزْنُهُمْ مُقِيمٌ، يَحْذَرُونَ الْجَحِيمَ وَيَرْجُونَ النعيم في كمال الحبور {ترجون تجارة لن تبور}
لَلْقَلْبُ مَعَ الدُّنْيَا نَبَا، كُلَّمَا عَارَضَهُ الْهَوَى نَبَا، يَنْدُبُونَ نَدْبَ الأَسْرَى الْغُرَبَا، وَالزَّفَرَاتُ عَلَى ذُنُوبِ الصِّبَا تَزِيدُ عَلَى الصَّبَا وَالدَّبُورِ {يَرْجُونَ تجارة لن تبور} .
يَا مَنْ يَدْفِنُ مَالَهُ تَحْتَ الأَرْضِ وَلا يَفْهَمُ مَعْنَى الْقَرْضِ، سَيَخْرُجُ الْوَارِثُ بِالْفَرْضِ إِلَى الدرهم والدور. {يرجون تجارة لن تبور} .
سُبْحَانَ مَنْ قَضَى لِقَوْمٍ سُرُورًا، وَعَلَى آخَرِينَ ثُبُورًا فَمَا لَهُمْ مِنْ نُورٍ {يَرْجُونَ تِجَارَةً لن تبور} .
وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ.............

نام کتاب : التبصرة نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 2  صفحه : 271
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست